العربية.نت يلاحق مخترقين قرصنوا عنوان الموقع أمام المحاكم الأمريكية
دبي - العربية.نت
بدأت قناة "العربية" إجراءات قانونية مكثفة، عبر فريق من المحامين، لاستعادة ملكية عنوان موقع "العربية.نت"، الذي تعرض لهجوم من قبل مجموعة من المخترقين (الهاكرز)، منعوا الوصول إلى صفحته الرئيسة، حسب ما أكد رئيس تحرير موقع "العربية.نت" د. عمار بكار، السبت 11-10-2008. علمًا أن الموقع انتقل إلى عنوان رديف مؤقت هو [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط][/url]
وشرح بكار أن الاختراق تم عبر السيرفرات (الخوادم) التابعة لجهة تسجيل اسم النطاق، وهي "نيتورك سولوشينز"؛ إذ قام المخترق بنقل ملكية الاسم ومعلوماته وارتباطه التقني إلى الجهة التي اخترقت الموقع، مع جهة تسجيل جديدة هي "غو دادي".
وتسعى "العربية" لاستصدار قرار من المحكمة يبطل نقل الملكية لحصوله عبر الاختراق وليس بشكل قانوني، وهو ما يتوقع مطلع الأسبوع المقبل، علمًا أن المحاكم الأمريكية تتوقف عن العمل يومي السبت والأحد، اللذين يصادفان العطلة الأسبوعية في الولايات المتحدة.
وتلقت "العربية.نت" ردود فعل داعمة من عدد كبير من القرّاء، بينهم شخصيات سياسية وثقافية وإعلامية، إلى جانب الجمهور العام، سواء عبر التعليقات أم الاتصالات الهاتفية، وأيضًا رسائل عبر البريد الإلكتروني، تعبيرًا عن تضامنهم.
وكان المخترقون تركوا رسالة على الصفحة الرئيسة للموقع تتحدث عن نيتهم بشن حرب على "المواقع السنية" إذا استمر اختراق المواقع الشيعية.
وقال النص الذي كتب باللغتين العربية والإنجليزية "تحذير هام.. إن استمرت الاختراقات على المواقع الشيعية من بعد هذا فلن يسلم أي موقع من مواقعكم وشبكاتكم"، كما حمل صورة لعلم إسرائيلي محترق، وأسفل التحذير أورد المخترقون قائمة بأكثر من 100 موقع إسلامي سني، قالوا إنها تم اختراقها، من بينها موقع رئيس هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية الشيخ الراحل عبد العزيز بن باز، وجاء موقع "العربية.نت" على رأس هذه القائمة.
وبعد ساعات من عملية الاختراق قام الهاكرز بتغيير الصفحة التي تحمل تحذيرا بأخرى تحمل صورة لفهد مرقط، وفي أسفلها أسماء مستعارة للذين قاموا بهذا العمل، دون أن تحمل أية رسالة تحذيرية ودون أن تحمل طابعًا دينيًّا.
وشهدت الأسابيع الماضية عمليات اختراق متبادلة لمواقع سنية وشيعية، بدأت بإعلان مجموعة مجهولة من المخترقين تعطيل نحو 300 موقع ديني شيعي، من بينها موقع المرجع الأعلى للشيعة في العراق آية الله علي السيستاني، أعقب ذلك هجمات مقابلة على عدد كبير من المواقع الدينية السنية، من بينها موقع نداء الإسلام التابع للشيخ عائض القرني، الذي تعرض لتخريب كامل وفقد كل محتواه، وموقع الشيخ عبد العزيز بن باز الذي لا يزال تحت الاختراق ويبدو في واجهته تحذير مطابق لما بدا على صفحة "العربية.نت".
إرهاب إلكتروني
ويعتبر الاختراق شكلا من أشكال "الإرهاب الإلكتروني"، الذي لا يقلّ ضررًا عن الإرهاب العادي، خاصة أنه يسبب خسائر مضاعفة عن الأساليب التقليدية، وعادة ما يعمد هؤلاء المتطرفون إلى اختراق الشبكات العامة والخاصة ضمن حملات دعائية، و"حرب بيانات" ترويجًا للأفكار التي يتبنونها.
ويحظى هذا النوع من الإرهاب بجاذبية خاصة عند المتطرفين، خاصة أن الإنترنت مجال مفتوح وواسع، ويمكن الوصول فيه إلى أي مكان من أي موقع جغرافي.
وللتصدي لهذا، تنتشر مجموعات متخصصة بالإرهاب الإلكتروني في أجهزة الأمن التابعة للدول المختلفة، ففي أمريكا، على سبيل المثال، يقوم جهاز الاستخبارات (اف. بي آي) بملاحقة المخترقين على أنواعهم، بينما تقوم أجهزة الخدمات السرية بملاحقة الإرهاب الرقمي في حالات الصيرفة الإلكترونية والنصب والاحتيال والتنصت.
أما سلاح الجو الأمريكي فأسس "فرق هندسة الأمن الإلكتروني"، ومهمتها محاولة اختراق أنظمة وشبكات عسكرية، واللافت أن هذه الفرق استطاعت اختراق 30% من شبكات الأجهزة العسكرية في العالم.
وسبق أن نظرت المحاكم الأمريكية في العديد من القضايا المرفوعة ضد مخترقي الإنترنت، وأنزلت بالمخترقين عقوبات تتضمن السجن والغرامة المادية، وتعتبر قضية "الهاكر" غاري ماكينون الأبرز في هذا المجال؛ إذ يواجه احتمال السجن لفترة تصل إلى 10 سنوات، لقيامه باختراقه أجهزة الكمبيوتر الخاصة بالجيش الأمريكي ووكالة الناسا.
كذلك تعتمد المملكة العربية السعودية نظامًا عقابيًّا ضد جرائم المعلوماتية، بما فيها الاختراق غير المشروع لمواقع الإنترنت، وينص النظام على السجن لمدة عام، والتغريم بما يصل إلى نصف مليون ريال، لكل من يثبت قيامه بهذه الجريمة، كما يعاقب بالسجن لـ5 سنوات، وبغرامة تصل إلى 5 ملايين ريال كل من يثبت إنشائه موقعا يدعم منظمات إرهابية.