الى ابى عضو نشط
عدد المساهمات : 126 تاريخ التسجيل : 27/12/2009
| موضوع: تابع موضوع صدام حسين الإثنين يناير 18, 2010 10:11 am | |
| لذا فإن ما يحدث اليوم ليس وليد الصدفة، وليس فعلاً عفوياً، بل هي عملية مخطط لها منذ فترة طويلة قبل وقوع العدوان، وقد اخذنا كل الاحتياطات اللازمة، فقمنا بخزن الاسلحة والاعتدة والذخائر المطلوبة لمستلزمات معركة استنـزاف طويلة وحرب عصابات لا يجيدها العدو. في 9/4/2003 قمت بزيارة مدينة الثورة وتفقدت اهلها الذين احتشدوا بشكل كبير، ولم تصور هذه الزيارة لأننا سلكنا طريقاً غير الذي سلكه طاقم التصوير والذي لم بستطع الوصول الينا بسبب شدة القصف، ثم ذهبت بعدها الى الاعظمية والتقيت بحشود كبيرة من اهلها وعلى مقربة من المدرعات الاميركية التي قامت احداها باطلاق النار، فجرحت في خاصرتي اليسرى، لكنه لم يكن جرحاً بليغاً. يوم 11/4/2003 ، وبعد اللقاء مع القادة، قررت الخروج من بغداد يرافقني افراد الحماية الخاصة، لكنني طلبت منهم الذهاب الى بيوتهم وعوائلهم، وأبقيت معي عدداً قليلاً من الافراد حيث سلكنا طريق نهر دجلة في زورقين، على ما اذكر، وخرجنا من بغداد حين قررنا الاختفاء، تصرفنا مثلما كنا في عام 1959 حيث كان هذا العام زخماً بالنضال، فكنا نمشي حفاة، ونأكل مما نصطاد، ومما نجده في الحقول لذا فأنا معتاد على ذلك بالاضافة الى السهر والتعب وإعداد الخطط. بدأت بعدها بمتابعة فصائل المقاومة بالتعاون مع رفاقي قبل ان يؤسر بعضهم، كنا على اتصال مع الفصائل، نتابع وضعهم حتى في بعض المحافظات، لكننا وبعد تسلل الاعداء واستخباراتهم واجهزتهم الاستخبارية، وخاصة من ايران، وتغلغلهم في محافظاتنا العزيزة في جنوبي العراق، فضلنا عدم الذهاب الى تلك المحافظات. فتابعت زياراتي الى بغداد، وكنت على اتصال مباشرة وغير مباشر مع رجال المقاومة الابطال، ثم ذهبت الى محافظة ديالى ومحافظة نينوى وأطراف الموصل ومحافظة التأميم والحويجة وجميع مناطق صلاح الدين وأغلب مناطق الانبار، ولم امكث في اي مكان زرته اكثر من ثلاث ساعات لاعتبارات كثيرة، فلم ارغب في ان اثقل على اهل المنطقة خاصة والعدو يتربص بنا، ولا نريد ان نتسبب بخسارة لشعبنا. كنا على صلة بالمقاومة، اتابعها واقودها اما بشكل مباشر من خلال مشاركة وزيارة بعض الفصائل لرفع المعنويات، او توجيههم بواسطة الرسائل الخطية، وهي قليلة لأسباب امنية او رسائل شفوية وكنا لضرورات امنية نتخفى بملابس عربية او بزي الرعاة، كما كنا نتنقل بسيارات مختلفة الانواع منها سيارات حمل متوسطة وكبيرة، ومنها سيارات نقل عام (تاكسي) وسيارات خصوصي. وفي احد الايام، كنا في سيارة تاكسي نحمل معنا بنادق كلاشنكوف ومسدسات وقنابل يدوية، وبالصدفة اقتربنا من سيطرة لقوات الاحتلال وهي سيطرة (حاجز) غير ثابتة، فوجئنا بها واراد السائق وهو من افراد حمايتي ان يغير مسار السيارة ويستدير عائداً فقلت له واصل السير وتوكل على الله استوقفتنا السيطرة التي كانت من الجنود الاميركان، لكنهم لم يدققوا في وجوهنا، وطلبوا منا مواصلة السير وكانت اسلحتنا مخبأة تحت أرجلنا. لقد مررنا بأحداث كثيرة تشبه تلك، وكنت كثيراًً ما اطرق ابواب العراقيين في المناطق التي ذكرتها، فأدخل بعد ان يؤذن لي، وكنت اقول لرفاقي ان طرقت باب اي عراقي ولم يفتح لي فيعني ذلك ان هناك خللاً ما قد يكون هذا الخلل احياناً فينا. عندما كنت ازور الناس اثناء هذه الفترة، فترة الاختفاء كنت احاول الا اثقل عليهم كي لا اسبب لهم حرجاً او مخاطر، ولأسباب امنية تعود لي شخصياً، وأدخل البيوت احياناً متأخراً وأخرج مبكراً من دون ايقاظ صاحب الدار. كنت اسعى لأمد المقاومة بالمال الذي نحمله خلال زيارتنا لبعض الفصائل كي تستمر المقاومة وبوتيرة تصاعدية، لذلك كان اول سؤال وجهه لي الاميركان بعد اعتقالي هو عن المقاومة وعن ابو احمد (عزة الدوري) فقلت: حين يعتدى على الشعوب وتستباح كرامتها وتنهب ثرواتها، لا بد ان تقاوم، ولا سبيل غير المقاومة وقلت لهم: لو كان عزة الدوري في جفوني لوضعته في عيوني واطبقتها عليه. كانوا يلحون بسؤالي لأن كل عراقي شريف هو في صف المقاومة التي هي اكبر مما يتصورون، فهي تضم كل الاحرار من عروبيين واسلاميين ووطنيين ومواطنين عاديين، نساء ورجالاً، صغاراً وكباراً. وقلت لذلك عليكم ان تستعدوا بتجهيز النعوش كما قلتها لهم قبل احتلال بغداد، وانكم ستنتحرون على اسوار بغداد(1). وكنت أعني ما أقول. فهذه المدن المحيطة ببغداد أذهلت العدو ببسالة مقاومتها. فأنا أعرف معدن شعبنا وأصالته. وها أنتم تنتحرون وتقتلون وتهربون من ميدان المعركة وتتكبدون خسائر لم تتصوروها أبداً.. لقد شعرت من خلال تحقيقاتهم معي، بأنهم في ورطة كبيرة، وأنهم يبحثون عن حلول تحفظ لهم ماء الوجه)). ويعود ليتابع الحديث: ((قلت للأميركان إن الشعب الأميركي ليس عدواً لنا، وإنما العدو الحقيقي هو حكومتكم التي ورطتكم في احتلال العراق، ولذلك سيدفعون الثمن غالياً)). وجاء الحديث عن الفلوجة البطلة، فقال الرئيس إنه كان يتوقع أن يقوم العدو بعدوان جديد عليها. ((كانت أحاسيسي تقول لي إن صوت الطائرات الذي كنت أسمعه أثناء خروجي إلى القاعة، لا بد أن يكون موجهاً ضد الفلوجة وأهلها الأبطال. فهي أبداً لن تركع. فأنا أعرف حجم المقاومة فيها، وقدرات رجالها على التصدي والمواجهة. وأغلب أطر المقاومة فيها هم من الضباط وجنود الجيش العراقي الباسل وأطر الحزب والوطنيين وجيش القدس. وهم مدربون تدريباً عالياً، ولديهم خبرات قتالية واسعة. شعرت فعلاً ان حركة الطائرات الحربية المكثفة تتجه نحو الفلوجة. دعوت الله أن يمنحهم النصر، وأن تكون الخسائر البشرية قليلة. ((قلت للأميركان إن عدد سكان بغداد هو سبعة ملايين إنسان، بينهم ما لا يقل عن مليوني عراقي يحملون السلاح. كنت وما زلت أؤمن بأن أمة من دون سلاح وقوة هي أمة خنوعة. وقد قلت للقادة العسكريين ولرفاقي: تهيأوا لقتال الأميركان بالبندقية. وبعد ان تحول جيشنا إلى المقاومة، صار أكثر قوة من الجيوش الأميركية. وكما قلت لرفاقي في الفترة التي قضيتها معهم قبل اعتقالي ((إحنا رضّاعي الموت)). حين عبرت نهر دجلة عام 2003 قبل إلقاء القبض علي بقليل، كان ذاك العبور ضرورياً بالنسبة لي. فعندما وصلنا الماء، كان هناك زورق صغير. قال لي المضيف حينها ان الزورق يكفي لنقلي مع البنادق. أجبته: استقل أنت الزورق مع البنادق، وسأقوم أنا بعبور النهر سباحة.. إن قوة الرجل ليس في عضلاته، إذ ان قوة الوحوش تكون في نابها وعضلاتها، إنما قوة الرجل تكون في قلبه وإيمانه. وهذه تخلق له من العزم والشجاعة ما لا تخلقه العضلات. نعم يا ولدي خليل.. إن أي جيش يريد أن يحمي أرضه ويحفظها من أعدائه، عليه أن يمشي على الأرض، وتقنية الجيوش تخف أو تنتهي عندما ينتهي دور الأسلحة الأخرى ويبدأ دور المقاوم. ((كنت حريصاً باستمرار أن أتواصل مع رفاقي واخواني في القيادة والمقاومة، وكنت تواقاً لرؤيتهم وسماع أخبارهم، والتعرف عن كثب على آرائهم التي يمكن أن نستفيد منها. وكنت في الوقت ذاته حريصاً ألا نعطي العدو فرصة إلقاء القبض على اخواني في القيادة)). ((ذات يوم التقيت مع ((أبو أحمد)) في إحدى البوادي. فكان كما عهدته في أعلى معنوياته. ولدماثة خلقه، قام بخلع عباءته وفرشها على الأرض كي نجلس عليها. لقد كانت تلك المرة الوحيدة التي التقيته فيها. لكننا بقينا متواصلين بواسطة طرف ثالث)). يتبع ..... هوامش: (1) يقول الكاتب والدبلوماسي والاكاديمي الاستاذ صلاح المختار في لقاء مع قناة ((الجزيرة)) بتاريخ 25/3/2008 ان الرئيس صدام قد صدق عندما قال ان المحتلين سينتحرون عند اسوار بغداد. فها هم العراقيون يدحرون قوات الاحتلال عند اسوار بغداد اي في الفلوجة واللطيفية والمدائن وسامراء والضلوعية وبلد واليوسفية والمحمودية والصقلاوية وغيرها من مدن العراق الثائر. ويقول الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فيصل الفهد في مقالة بعنوان ((صدق صدام حسين وصدق الصحاف.. وظهر كذب بوش واعوانه)) (شبكة البصرة بتاريخ 12 ايار/مايو) ويضيف: ((سيترحم الاميركيون على خسائرهم في فييتنام لانها ستكون قليلة قياساً الى ما تحقق وسيتحقق على يد العراقيين الافذاد، وهذا ما اشار اليه احد قادة المقاومة الفييتنامية في حديث له قبل ايام بمناسبة ذكرى تحرير الشعب الفييتنامي من الاحتلال الاميركي البغيض، حيث تحدث بإسهاب عن انجازات المقاومة العراقية البطلة، وأبدى اعجابه بها، واكد ان قوة المقاومة العراقية ونجاحها هو باحتضانها ودعمها الكبير من قبل الشعب العراقي المقاوم، وتوقع القائد الفييتنامي النصر المؤزر القريب للمقاومة العراقية واندحار اميركا وخسارتها في العراق.. __________________ | |
|
mohamed abeer المدير
عدد المساهمات : 541 تاريخ التسجيل : 25/12/2009 العمر : 46 الموقع : https://abyy.ahlamontada.com
| |